استيقظت ذلك الصباح...ومع أول نور للشمس.....ومع أول نقطة مطر تسقط دعوت الله كثيراً...كثيراً...أن..أنساني....نعم أنساني
في النسيان راحتى التي أنتظرتها دائماً...ولم ترد أن تأتيني إلا بهذه الطريقة
...
....
ذاكرتي ممتلئة بأشياء كثيرة...لم أستطع أبداُ إيهام نفسي أنني أستطيع أن أعيش دونها...حتى إن كانت مؤلمة ....لكن نسياني نفسي هو الحل الوحيد فلم تعد ذاكرتي تتحمل ذلك...
.......
.......
كيف تتحمل ذاكرتنا اللحظات والتفاصيل الصغيرة....الأشياء التي نحب فعلها كل يوم معهم...حين تكون "هم" ضمير غائب وكل فعل معها فعل ماضي..مضي وترك أثراً في الذاكرة...وحتماً في القلب
.....
الأماكن تحتل الجزء الأكبر من ذاكرتنا....الحيطان ...الأسقف....الكراسي...كل خطوة في الأرض...تحمل عطرهم...همساتهم...نظراتهم....وبعد وقت...طويل..أو قصير...نمر وحدنا...دونهم...دوننا أيضاً..
البعض لا يعرف كم نفقد في تلك اللحظات...يعتقدونها لحظات...ونشعر أنها سنوات طوال...ونبقى وحدنا سنوات أخرى محاولين النسيان...التناسي....بلا فائدة
ذاكرتنا محتلة...يحتلونها ببساطة...ثم يتركونها ببساطة أيضاً...ويرحلون...تاركين أرواحهم....كأنها تأبى أن تتركنا في سلام...أن تتركنا لغيرهم...ولنا...حتى لم يعد لنا مكان بها...
نريد أن ننسي أنفسنا لعلنا نتوه في ذلك النسيان....ولا نعود...وربما لا يعودون....
..............
في رحلة النسيان تسقط دموعنا كجمرات ساخنة على قلبنا المثلج من أمطار الوحدة التي تسقط غزيراً بين الحين والآخر فيذوب القلب..وبقاياه تبقينا على قيد الحياة..أمام البعض
وفي تلك الرحلة الشاقة الجميع يحمل داخله ذلك التناقض العجيب بين ما نريد وما نرفض حدوثه
نتمنى لحظة ماضية واحدة تعود....نتمناهم أن يعودوا حتى لو في المنام ونرفض نحن العودة
نحاول ان ننساهم....أن نجعل صورتهم باهتة من كثرة امطار الذكريات .....وتتمسك قلوبنا وتظل معلقة بكل ما تستطيع من قوة بهذه الذكريات
نرحل ونهرب بعيداً ونتمنى ان نستطيع ان نبقى ونقترب
نحاول الحياة دونهم ونعرف اننا ربما نموت بجانبهم
وفي النهاية....وبعد محاولات وتعب...نبقي معلقين كأرواح لم ترتاح وتصل إلى السماء ولا تستطيع
العودة إلى الأرض
تظل نحلق بين السماء والأرض حولهم مقنعين أنفسنا أنهم سيرونا يوماً ما فيشفقوا علينا من هذه الحيرة أو............. نظل تائهين
4/3/2012