جلست في حجرتها وحولها أوراق كثيرة أخرجتها من ذلك الدولاب الصغير ....كل ورقة كانت شيئاً من الماضي
فقط أرادت استعادة اللحظات والابتسامات....مر كل شيء امامها كشريط سينما مليئ بالتفاصيل
ولما أرهقها التعب أسلمت عينيها للنوم و لم تشعر إلا وصوت الرعد يوقظها
ارتعدت من البرد ولم تري في الظلام الذي يعم المكان غير أنفاسها الباردة تتصاعد وصدرها يعلو و يهبط
وتحسست بيديها فوجدت الأوراق تحيطها من كل مكان.... و لم تكن تستطع حتي أن تميز عقارب الساعة
فقامت وأضاءت بعض الشموع .....وكانت السماء بدأت في الهدوء وأصبح صوت المطر خفيفاً مطمئناً
جلست حتى شعرت بالدفء للحظات ثم تذكرت وهي صغيرة
كم كانت تتساءل لماذا يحتفلون برأس السنة في بداية يناير كل عام؟؟
ولماذا لم يختاروا شهراً تحبه ليبدأوا به عامهم.......فابتسمت وقررت ان تفعل ما أرادت دائماً
فلم تبدأ أبداً أعوامها بشهر يناير.......بل كانت تبدأ بسنة دراسية أو عيد ميلادها....او أي شيء آخر
كانت تؤمن ان الانسان يصنع بداياته وليس العكس
فما معنى عام جديد يبدأ فقط مع بداية تلك النتيجة المعلقة نحذف أيامنا منها حتي تتلاشى
أرادت أن تصنع نتيجتها ذات الصفحات العديدة...تبدأ الآن...هذه الليلة...وتنتهي بالتأكيد يوماً ما
كانت وحيدة كالعادة........ولكنها أصرت أن تحتفل بعامها الجديد المميز
وكانت علي يقين أن بابا نويل سيأتي لها علي وجه الخصوص حاملاً الهدايا والمفاجآت .....والشيكولاتة الي تحبها
أغمضت عينيها مع دقات الساعة الثانية عشرة
تمنت أن ترى بذور الأمل التي زرعتها بداخلها تنمو أمام عينيها
كانت كل نبتة تحمل أمنية لكل من تحب
أرادت فقط أن يظل قلبها يحب ويعطي حتي آخر ورقة من نتيجتها
بدأت عامها هذه الليلة فقط لأنها شعرت لأول مرة أن ليس ما مضى هو الأفضل
ولكن ما سيأتي....إن شاء الله.... سيكون الأفضل
وكان شعورها ذلك يملأها تفاؤلاً بحياتها القادمة
أما حياتها السابقة فمرت سريعاً أو مرت ولم تشعر بها..لا يهم
المهم انها مضت وتركت لها ذلك الكم الهائل من الذكريات تساعدها علي البقاء بابتسامتها
حتي وهي وحيدة...... وتذكرها دائماً أنها عاشت الكثير من اللحظات الجميلة
وربما يكون القادم افضل كما تتمنى