Thursday, November 26, 2009

من بعيد

زيارة إلي غرفتها الصغيرة اعتادها كل يوم أثناء غيابها

وكان علي يقين أنها تشعر ذلك بعد رحيله...فآثاره دائماً باقية وعطره يملأ المكان


وخطوط يديه تبدو علي كل ورقة لامسها....وأنفاسه تبقى معها تؤنسها ليلاً في سهادها اليومي


كانت تعلم ذلك وكانت أيضاً تحب أن تزوره.....ولكنه لم يتأكد أبداً

فلم تكن تُبقي أي أثر لها ....وكان يضيق كلما أحس أنها تخبىء عليه ما يريد أن يعرفه


يقول....لم أعد قادراً علي الصعود عبر سلالم قلبك

أنفاسي تتلاحق ومع كل خطوة أسقط سريعاً لأدني نقطة....فلماذا تفعلين ذلك بي؟؟؟؟

كان واحداً مما يجعلون حياتها أجمل ...ولكنه لم يكن له حياة إلا بها


جلست كثيراً تعزف ألحاناً حزينة علي نغمات قلبه الحائر

تجعل صمتاً يجتاح كل شبراً فيه ولا يستطيع الحراك إلا إذا أغمض عينيه ووجدها في نفسه

بغموضها الموجع وكلماتها الصامتة التي يذوب فيها

ولم يكن يخيفها إلا ذلك الصمت فتشعر أنه يريد أن يبتعد فتتسلل بهدوء وتداعبه ببعض الكلمات

وكان دائماً يفهمها ...ويعود....وهو راضي تماماً

يشتاق إليها ولا يقول إلا بنظرة لا يفهمها أحد إلا هي ...وحدها...تراه ....حتي من بعيد

يشعر انها عندما وضعته بين حرفين صغيرين لتتكون تلك الكلمة ...كأنها تركته علي شريط سكك حديدية

وقطار علي يمينه وآخر علي يساره...ولم يكن يعلم أن كلمة تفعل به ذلك

ربما لأنها لا تدركها.....فازدادت الكلمة قوة وازداد هو ضعفاً...... و حيرة ......وسكون

سكون كموج البحر الذي تحتضنه الصخور لتمتص غضبه

وما كان قلبها إلا صخرة قاسية لم يستطع البحر فك رموزها

فقط بقيت تعانقه كل يوم ...بلا رقة ولا إحساس ......وكأن ذلك رغماً عنها

كان يقترب شبراً فتبتعد أمتاراً ...بقصد أو بدون قصد

تحذفه من حياتها بممحاة تترك أثراً أسوداً في قلبه ....ثم تعود لتعتذر ...وتبقى....ولا يطيق بعادها

وقرر من هذه اللحظة أن يجعلها طيفاً يمر في حياته ....دون أثر

سيزور غرفتها إذا أراد...ويرحل في صمت دون أن تلاحظ

ويتابعها من بعيد ثم من أبعد .....فأبعد....حتي تصبح نقطة صغيرة ...وتتلاشى







Tuesday, November 17, 2009

لحظات


هل شعرت في لحظة ما أنك وصلت إلي مرحلة من الثبات



وكأنك تلتقط صورة....عقارب الساعة توقفت ....من يضحك ومن يبكي...من يمشي ومن يجري....استحالة ان يتغير شيء


وكانك تقف في نقطة في منتصف الطريق لا تتحرك وتنظر حولك.....سكوت يطبق علي المكان


.....................................


......................................


لحظات صمت...........تفكر


تشعر أنك مكتوف الأيدي.........1


قلبك في سكون تام.....تكاد لا تسمع دقاته


وتكتشف أنه فقد القدرة علي الحب.... أو حتي الكره


أغلق علي نفسه بمئة مفتاح وسلمك نفسه لتخرجه من جوفك وتضعه داخل صندوق له أيضاً مئة مفتاح


ولا تجد امامك غير أن تلقي هذا الصندوق في منتصف البحر ....ومن يجده....فلن يجد مفاتيحه


تعود وحدك....تفكر


لا داعي للبكاء ....للضحك....للألم...للانتظار...لأي شيء


حتي الاشتياق تغلب عليه الغياب حتي فقد معناه


فقط ...سر في طريقك


لا تجعل شيء يوقفك


هذه هي الحياة


من يدقق فيها .....يتعب


من يحسب كل شيء....ويخاف من الغد .....مجنون


من يمشي دون ان ينظر وراءه او بجانبه.....سيربح راحة باله


القلب....هو أساس التعب والألم


ولكن....هل الحياة تكون حياة بدون الم....بدون قلب


كيف نعيش بلا قلوب...بلا مشاعر


الدنيا ما هي إلا معادلة بسيطة


حزن+فرح


لو قمنا بحساب بسيط لبعض اللحظات من المفروض ان تتزن المعادلة


لا يمكن ان نعيش بأحدهما دون الأخر


أيضا سنتعب


لنعطي انفسنا لحظات من التأمل


لننظر الي حياتنا من خارجها


بأن نرجع للخلف خطوة واحدة تفصلنا عن ذلك الغلاف المحيط بنا


ونغلق اعيننا


بالتأكيد ....سنري


إما الحياة


أو


اللا حياة